ارتفعت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في شهرين مدفوعة بالسحب الكبير من المخزونات الأمريكية والتقاء ديناميكيات السوق العالمية.
حيث تكشف أحدث البيانات عن انخفاض ملحوظ في مخزونات النفط الخام الأمريكية والتي لعبت دورا محوريا في رفع الأسعار واعتبارًا من نهاية شهر يونيو شهدت مخزونات النفط الخام الأمريكية انخفاضًا كبيرًا مما يؤكد على تشديد وضع العرض.
ووفقا لإدارة معلومات الطاقة (EIA) انخفضت مخزونات النفط الخام بمقدار 5.9 مليون برميل وهو ما يزيد بكثير عن توقعات المحللين وقد انعكس هذا الانخفاض من خلال السحوبات الكبيرة في مخزونات البنزين ونواتج التقطير مما يشير إلى الطلب القوي في مختلف القطاعات.
كانت وقد ساهمت عدة عوامل عالمية في المسار التصاعدي لأسعار النفط منها تخفيضات إنتاج أوبك+ حيث حافظت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها المعروفون باسم أوبك+ على تخفيضات الإنتاج بإجمالي 2.2 مليون برميل يوميا.
وقد أدى هذا القرار إلى تقييد العرض مما يوفر زخما صعوديا للأسعار
وفي الوقت ذاته أدت التوترات الجيوسياسية المستمرة بما في ذلك الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر والضربات الأوكرانية على البنية التحتية الروسية لتكرير النفط إلى تعطيل سلاسل التوريد وزيادة حالة عدم اليقين في السوق.
حيث لم تؤدي هذه الأحداث إلى تقليص العرض فحسب بل أدت أيضًا إلى زيادة الطلب من خلال استلزام طرق تجارية أطول وأكثر تعقيدًا .
وأشارت البيانات الاقتصادية القوية الصادرة من الولايات المتحدة إلى توقعات قوية للطلب خلال فصل الصيف حيث إن التحرك المحتمل للاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة وتيسير الظروف المالية يمكن أن يدعم ارتفاع أسعار السلع الأساسية بشكل أكبر مما يزيد من المعنويات الصعودية في سوق النفط.
وقام محللي بنك أوف أمريكا (BofA) بمراجعة توقعاتهم لأسعار النفط صعودًا متوقعين أن خام برنت قد يصل إلى ذروته عند حوالي 95 دولارًا للبرميل هذا الصيف.
وتجاوز خام غرب تكساس الوسيط بالفعل 86 دولارًا للبرميل وهو أعلى مستوى له منذ أكتوبر.
ويتوقع المحللون أن يبلغ متوسط السعر 86 دولارًا لبرنت و81 دولارًا لخام غرب تكساس الوسيط لهذا العام مما يسلط الضوء على احتمال استمرار زيادات الأسعار وسط قيود العرض المستمرة والطلب القوي
وفي سياق أخر فإن ارتفاع الأسعار الحالي له آثار عديدة على سوق النفط العالمية
حيث قد يؤدي ارتفاع الأسعار إلى تحفيز زيادة الاستثمار في التنقيب عن النفط وإنتاجه خاصة في المناطق التي تكون فيها تكاليف الإنتاج أعلى.
و يمكن أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى ارتفاع التكاليف بالنسبة للمستهلكين لا سيما في قطاعي النقل والطاقة مما قد يؤثر على الضغوط التضخمية.
وهناك أيضا اعتبارات السياسة لأنه قد تحتاج الحكومات والبنوك المركزية إلى النظر في الآثار الاقتصادية الأوسع نطاقا لاستمرار ارتفاع أسعار النفط بما في ذلك التعديلات المحتملة على السياسات النقدية والمالية لتخفيف التضخم ودعم الاستقرار الاقتصادي.
وقد أدى تقارب عمليات السحب الكبيرة من المخزونات وتخفيضات الإنتاج الاستراتيجي من قبل أوبك + والتوترات الجيوسياسية العالمية إلى دفع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في شهرين وبينما يتنقل السوق في هذه الديناميكيات المعقدة سيتعين على أصحاب المصلحة أن يظلوا يقظين وأن يتكيفوا مع المشهد المتطور. و سيكون الرصد المستمر لمستويات المخزون وسياسات الإنتاج والتطورات الجيوسياسية أمرًا حاسمًا في فهم وتوقع تحركات الأسعار المستقبلية.
للاطلاع على آخر الأخبار الاقتصادية (اضغط هنا)
للتواصل معنا ومتابعة كافة معرفاتنا على مواقع التواصل الإجتماعي (اضغط هنا)
Comentários