"السوق ليست سوى أداة لتحويل الأموال من الشخص غير الصبور إلى الشخص الصبور ."
- وارين بافيت
ما هو الزخم السعري؟
في التحليل الفني، يقيس الزخم السعري باستمرار الفروق في سعر الأصل خلال فترة زمنية محددة. ويقيس الزخم معدل ارتفاع الأسعار أو هبوطها. وهو يشبه القطار إلى حد كبير. فالقطار لا يقوم بزيادة سرعته على الفور. وإنما يتحرك بشكل بطئ في البداية، ثم يزيد سرعته تدريجيًا ثم يقلل سرعته عند الاقتراب من نهاية الرحلة.
فهناك تشابه مذهل بين أسعار الأصول والطريقة التي يتحرك بها القطار. وبالنسبة للمستثمرين، فالهدف يجب أن يكون ركوب القطار حتى إما أن تنخفض الأسعار أو تعكس اتجاهها.
ما الأدوات التي يمكننا استخدامها لتحليل الزخم؟
تعتبر مؤشرات التذبذب أكثر أدوات التداول الفني استخدامًا لتحليل الزخم. وتقيس مؤشرات التذبذب معدل التغير في سعر الأصل. فمع ارتفاع السعر يزيد الزخم. وكلما زادت سرعة الارتفاع في سعر الورقة المالية، زاد الارتفاع في الزخم.
وبمجرد أن يبدأ هذا الارتفاع في التباطؤ، سيتباطأ الزخم أيضًا. ومع ذلك، فانخفاض الزخم في وجه سوق ذات اتجاه جانبي لا يعني بالضرورة إشارة هبوطية. فهو ببساطة يشير إلى أن الزخم الاتجاهي يتباطأ.
كيف يمكن استخدام مؤشر القوة النسبية لفهم تحركات السعر المتطرفة؟
يمكن القول إن مؤشر القوة النسبية Relative Strength Index (اختصارًا RSI) هو أشهر مؤشرات الزخم والذي يحظى بأكبر قدر من الشعبية في أي سوق مالي. ويقارن هذا المؤشر بين حجم المكاسب السعرية الأخيرة للأصل وحجم خسائره، ويقوم بتحويل هذه المعلومات إلى مؤشر يتراوح بين صفر و 100. فعند مستوى صفر، يعتبر الأصل في وضع التشبع البيعي الشديد، بينما عند المستوى 100 فإن الأصل قد يكون في وضع التشبع الشرائي الشديد. ويتم عادة استخدام الإطار الزمني 14 فترة بوصفه الإطار الزمني الافتراضي عند حساب مؤشر القوة النسبية.
يمكن للمتداولين إضافة مؤشر القوة النسبية إلى الرسوم البيانية المصاحبة لمنصة التداول MT4. فكل ما عليك القيام به هو إعداد العنصرين التاليين:
تحديد عدد الفترات المستخدمة لحساب مؤشر القوة النسبية (عادة ما يكون المستوى الافتراضي 14 فترة),
تحديد المظهر المفضل بما في ذلك الألوان وسمك الخطوط وغيرها.
كيف يمكن استخدام مؤشر القوة النسبية في الإستراتيجية؟
يمكن بوجه عام تصنيف إشارات التداول الفني التي ينتجها مؤشر القوة النسبية إلى الفئات التالية:
1- يعتبر مؤشر القوة النسبية في حالة التشبع الشرائي عندما يكون فوق المستوى 70 وفي حالة التشبع البيعي عندما يكون تحت المستوى 30. ولكن لا يجب النظر إلى هذه المستويات باعتبارها قواعد مطلقة. فكل سوق من الأسواق يتميز بديناميكياته الفريدة والتي قد تؤدي إلى اختلاف مناطق التشبع الشرائي/التشبع البيعي. فعلى سبيل المثال، إذا كان أحد الأصول يقوم بشكل متكرر بالعبور فوق مستوى 70، يمكن أن يتم رفع مستوى التشبع الشرائي إلى مستوى 80. ويمكن أن يكون العكس صحيحًا في حالة الأصول ذات التشبع البيعي.
2- غالبًا ما يميل مؤشر القوة النسبية، بالاشتراك مع المخططات البيانية للسعر، لتكوين أنماط المخططات البيانية. ومن أشهر هذه الأنماط القمم المزدوجة والقيعان المزدوجة. كما أن خط الاتجاه وتحليل الدعم والمقاومة يمكن أيضًا تطبيقه على مؤشر القوة النسبية وقد يساعد في الدخول المبكر في الاتجاه.
3- من الإشارات الأخرى الموثوق بها للغاية لمؤشر القوة النسبية هي عندما تقوم الأسعار بتكوين قمة جديدة أو قاع جديدة، والتي لم يؤكدها مؤشر القوة النسبية. ويطلق على هذه الحالات اسم التباعد “Divergences”.وعادة بعد أول إشارة من الضعف في مؤشر القوة النسبية، يمكن أن يدخل المتداولون في صفقات بيع تحت أخر قاع رئيسي. وبالعكس، فعندما يتباعد مؤشر القوة النسبية بشكل إيجابي، يمكن استخدام أي إغلاق فوق أحدث قمة للدخول في صفقات شراء.
مزايا مؤشر القوة النسبية
مؤشر القوة النسبية هو طريقة رائعة لوصف الزخم وتحديد الفرص المتاحة لتداول الأصول عند قيام الأسعار بتحركات اتجاهية ذات حجم غير معتاد.
عادة ما تكون إشارات "الشراء" و "البيع" لمؤشر القوة النسبية مبكرة نسبيًا مقارنة بغيره من المؤشرات الفنية الشهيرة.
نظرًا لأن مؤشر القوة النسبية يقوم بإنتاج العديد من الإشارات، يكون المؤشر مفيدًا على أفضل وجه في الأسواق المنحصرة في نطاق أو الأسواق التي تتحرك في اتجاه أفقي. ويمكن أيضًا استخدام مؤشر القوة النسبية بشكل مفيد جدًا في الأسواق ذات الاتجاه في مسار محدد - ولكن يكون ذلك عادة في الاتجاه العام للسوق الأوسع وليس ضده.
عيوب مؤشر القوة النسبية
صحيح أن الإشارات المبكرة تترك المجال مفتوحًا أمام إمكانية تحقيق عوائد مرتفعة ولكن يصاحبها مخاطر مرتفعة.
نظرًا لأن مؤشر القوة النسبية يقدم العديد من إشارات "الشراء" و "البيع"، يزيد احتمال وجود إشارات كاذبة.
بعض الأفكار الأخيرة عن مؤشر القوة النسبية
قبل أن يكون مقياسًا للزخم ولفهم متى وصل الأصل لمستويات التشبع الشرائي والتشبع البيعي - مما يجعلها جاهزة للانعكاسات والانسحابات - يمكن أن يكون مؤشر القوة النسبية أيضًا أداة فعالة لتحديد اتجاهات السوق بوجه عام. فالمؤشر يكون فعالاً بشكل كبير عندما يتم استخدامه مع أدوات التداول الفني الأخرى مثل أنماط المخططات البيانية ومستويات الدعم والمقاومة وتحديد الاتجاه وأشكال الشموع اليابانية.
ومن خلال معرفة الصورة الشاملة للسوق بوجه عام، يمكن أن تساعد إشارات مؤشر القوة النسبية في وضع التحركات التي تكون متطرفة أو ذات حجم غير معتاد في السياق. ويمكن أن يكون لإشارات وقراءات مؤشر القوة النسبية معاني مختلفة في ظروف السوق المختلفة. ومع ذلك، فمن خلال استخدام أساليب تحليل أخرى جنبًا إلى جنب مع قراءات مؤشر القوة النسبية، يمكن بشكل كبير تحسين القدرة على تحقيق نتائج ناجحة.
تعليقات