إن ما يحدث في القطاع المصرفي الأمريكي غريب جدا فمن ناحية بدأت المرحلة الصعبة للأزمة الحالية في عام 2008 ولم يتم التغلب على الانكماش الذي حدث في تلك الفترة بشكل كامل علاوة على ذلك فإن عواقب التيسير الكمي وهو حل مؤقت في ذلك الوقت أصبحت الآن أحد الأسباب الموضوعية لزعزعة استقرار النظام المصرفي.
النقطة المهمة هي أن معظم البنوك في الولايات المتحدة في الوقت الحالي مفلسة لأنها تحتفظ بالجزء الأكبر من أصولها في سندات الخزانة طويلة الأجل بعائد يصل إلى 4٪. ومع ذلك رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس في الأول من فبراير بعد ذلك تراوح سعر الفائدة من 4.5٪ إلى 4.75٪ سنويًا وتم تحديد السعر فوق 4٪ في 12 ديسمبر 2022. لذلك فإن مثل هذه البنوك لديها تولد خسارة صافية لبعض الوقت
ولكن أصبح النظام المصرفي الأمريكي محبا لسندات الخزانة طويلة الأجل بالضبط بعد أحداث عام 2008 عندما اضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض سعر الفائدة إلى 0.25٪. لكن الأمور تغيرت في عام 2022 ويبدو أن السلطات الأمريكية بدأت في إعادة ضبط نظامها المصرفي.
و بالنظر إلى هذا الوضع فإن التفكير في تجديد النظام المصرفي الحالي أمر منطقي ولكن كيف سوف تفعل ذلك ؟
إن الأمر سهل نظرًا لوجود أداة مالية أكثر ملاءمة وحداثة وهي العملة الرقمية للبنك المركزي (CBDC). ولكن الشيء الوحيد المتبقي هو تشويه سمعة العملات المشفرة والتي تعد بديلاً أفضل للعملات الرقمية ورفع مستوى النظام المصرفي الحالي بعناية دون انهيار الدولار.
و يتناسب هذا المنطق تمامًا مع جميع الأحداث التي جرت على مدار العام الماضي بما في ذلك انهيار مشاريع العملة المشفرة الكبرى والدعاوى القضائية العامة سيئة السمعة والمبادرات السياسية لتطوير تشريعات العملات المشفرة والإجراءات القاسية من قبل المنظمين ضد مشاريع العملات المشفرة والآن إغلاق البنوك الصديقة للعملات المشفرة .
ولكن ما يحدث هو مجرد بالون تجريبي حيث أنه في الولايات المتحدة لا يوجد نظام CBDC جاهز حتى الآن على المستوى الوطني .
ولكن سوف يتم إحداث أزمات صغيرة يتم السيطرة عليها وبطبيعة الحال ستتأثر مصالح المودعين وسيتم عرض عملات البنوك المركزية الرقمية كأداة لحماية مصالحهم.
وهذا جزء من مخطط قياسي لإنشاء مشكلة واقتراح حلول من شأنها في حالة أخرى أن تتسبب في احتجاجات نشطة ولكن سيتوسل الناس إلى السلطات لتنفيذ CBDCs
و في هذه الحالة يمكن ببساطة تجاهل أصوات النقاد والاحتجاجات الفردية حيث لا تزال بعض التطورات قائمة ومن المحتمل أن يشارك ممثلو بنك التسويات الدولية (BIS) عن طيب خاطر نتائج تجاربهم.
وباختصار يبدو أن السلطات الأمريكية تمهد الطريق لتجديد النظام المصرفي الحالي من خلال إدخال الدولار الرقمي مع سيطرة أكثر صرامة على سوق العملات المشفرة و يمكن للمرء أن يتوقع هذا السيناريو بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة إلا إذا عاد الجمهوريون إلى السلطة بالطبع.
للاطلاع على آخر الأخبار الاقتصادية :
للتواصل معنا ومتابعة كافة معرفاتنا على مواقع التواصل الإجتماعي :